بسم الله الرحمان الرحيم
تأملت واقع كثير من الفتيات فرأيت أن كل واحدة منهن تريد أن تكون متميزة عن غيرها.فهذه تريد أن تكون متميزة في ملابسها بحيث لا يشبهها في ذلك أحد.. وهذه تريد أن تكون متميزة في ماكياجها بحيث تلفت نظر كل من تقع عيناه عليها..وثالثة تريد أن تكون متميزة في طريقتها في التعامل مع الآخرين، وحتى في طريقة كلامها ومشيتها وأخذها وعطائها وطريقتها في الرد على الهاتف وغير ذلك من الأمور..
هل هذا هو التميز المطلوب الذي ينفع الفتاة في دينها ودنياها؟هل هذا هو التميز الذي يبعث على العفاف والفضيلة، ويدعو إلى الحياء والخلق الرفيع؟هل هذا هو التميز الذي ينهض بالأمة ويعيد لها أمجادها من جديد؟هل هذا هو التميز الذي يجعل المرأة عنصرا فاعلا في المجتمع، ويحقق لها مشاركتها الفعالة في بناء الحضارة المدنية؟
إن التميزيكون في الفكر الوقاد،و أهدافه السامية، وغاياته النبيلة..إن التميز يكون في التزام مكارم الأخلاق والبعد عن مساوئها.. إن التميز يكون في الاهتمام بمعالي الأمور والبعد عن سفاسفها ..إن التميز في المحافظة على الأوامر الشرعية والصبر على ذلك والانتصار على وساوس الشيطان
التميز: أن لا ترضي أن يسبقك، أحد في عبادة الله وطاعته والتقرب إليه بأنواع القربات
التميز: في الانقياد لأمر الله والتسليم لرسوله e ..
قال الله تعالى : )وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ([ الأحزاب: 36].
هل تعلمين أن هناك من الفتيات تعبد فستانها وحذاءها وماكياجها؟ أليست العبادة هي غاية الحب مع غاية الذل؟ وهي قد صرفت حبتها وانقيادها لهذه الأمور من دون الله تعالى.. فأي تميز لمن كان هذا حالها.. قال النبي صلى الله عليه وسلم
: تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَة ِ وَالْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ " فاحذري أختاه من أن يشغلك عن ربك شاغل، بل اقطعي كل الشواغل التي تعترض طريق استقامتك على منهج الله عز وجل..
وإذا نظرنا في حال المسلمات اليوم مع الصلاة، وجدنا تفريطا عظيما وجهلا كبيرا بأحكام الصلاة، والنبي صلى الله عليه وسلم جعل حافظة المرأة على الصلاة من أسباب دخولها الجنة فقال عليه الصلاة والسلام: " إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ "
إن المؤمنة المتميزة هي التي ترك الإيمان في نفسها وجوارحها آثاره الجميلة، استقامةً على شريعة الإسلام، وعملاً بالكتاب والسنة، ورغبة في إصلاح النفس والخلق، وشعورا بالرضا والسكينة والطمأنينة، ورفضا لكل مظاهر التغريب والتخريب، وتمسكا بالطهارة والفضيلة والعفاف وإن سخر منها الساخرون واستهزأ بها المستهزئون.التميز: أن تكوني على الحق وإن كنت وحدك
وبعض الفتيات- هداهن الله- تحتقر إحداهن أنوثتها، فتشعر دائما بالنقص والدونية، ولذلك فهي تلجأ إلى تقليد الجنس الآخر من الشباب، فتلبس ملابسهم، من سراويل وأحذية وقمصان وغيرها، وتقص شعرها مثلهم، وهناك قصة محرمة تسمى "قصة الولد" تستعملها بعض المترجلات، وهناك من الفتيات من تمشي مشية الرجال، بل وتتكلم على طريقتهم وتتعمد تخشين صوتها مثلهم..وقد تفعل الفتاة ذلك في أول الأمر تقليدا لغيرها من غير وعي أو فهم، ولكنها بمرور الوقت تتعود ذلك ويصبح عندها ميل إلى الذكورية....قال رسول الله " لَعَنَ النَّبِيُّ e الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَقَالَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ "



0 التعليقات:
Enregistrer un commentaire